حي الشجاعية بغزة... وصناعة القهر الظلامي

ماذا يجري في حي الشجاعية بغزة؟؟ هذا الحي المتجذر في عمق الارض والتاريخ، المرابط على حدود الوطن من جهتة الشرقية، تل المنطار الشامخ الذي يمثل ناطحة سحاب مدينة غزة، العنيد في وجه كل جلاوزة العصر الظلامي والاحتلالي، هل يمكن اهانته وترويع أهله؟؟ من هذاالمجنون الذى يخطط لتدمير جوهر العلاقات العائلية التب ترسخت عبر مئات السنين، ويهدد وحدة نسيجها الاجتماعب، وتحويلها الى مجموعات مفككة لا روابط بينها ولا ضوابط؟؟؟ ألم يكتفي الظلاميون بانقلابهم على الوطن، ومساهمتهم في تقسيمه، سياسيا، وجغرافيا، وشعبيا، وحرف نضال شعبنا عن معركته الرئيسة مع الاحتلال الاسرائيلي ويسعون الآن لتقسيم وحدة الاسرة، والعائلة، والحي، باتباع سياسة فرق تسد هذه السياسة سيئة الصيت والسمعة، التي صنعها واستخدمها اعداء الوطن من الامبرياليين الأتراك، والبريطانيين، والصهيونيين.

حي الشجاعية .. قاعدة فدائيي مصطفى حافظ منذ ثورة 23 يوليو 1952 الذين أرعبوا الاحتلال في مهده، وشكلوا بدايات المقاومة المسلحة عبر تسللهم للمستوطنات الاسرائيلية، وبهدف الاستطلاع وجمع المعلومات.. حي الشجاعية، معقل الجبهة الوطنية المتحدة التي أفشلت مشروع توطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء عام 1955.. حي الشجاعية، مولد القائد الشيوعي معين بسيسو، وشاعر الثورة الفلسطيني، ومفجر انتفاضة مارس 1955، وشهد بداية النقاشات الاولى لتشكيل منظمة التحرير الفلسطينية، وجيش التحرير الفلسطينى، وأكبر تجمع للوطنيين والديمقراطيين والتقدميين، ومولد الجبهة الوطنية المتحدة عام 1967.

حي الشجاعية ... مركز الاحتفالات الشعبية والجماهيرية يتجمع على ارضه وساحاته، التي كانت تستقطب الالاف من أنحاء قطاع غزة من بيت حانون حتى رفح، للاحتفاء بخميس المنطار، وبخميس ابو الكاس، وبزيارة اضرحة الشهداءالتي يدعي اهاليهم ان شواهد شهدائهم تتحرك كمعجزة تعبر عن وفاء الناس لشهدائهم، وترصد وتدون اسماء الشهداء على شواهد قبورهم، وللتذكير ان نفعت الذكرى، ولتكن شاهدا على تقاعس الظلاميين والجهلة الذين لم يعترفوا بشهداء الثورة الفلسطينية، وناموا على عيونهم، أكثر من أربعين عاما، وتدون بالخزي والعار اسماء السماسرة والدجالين، والظلاميين، والمنخاذلين عن معارك الوطن التحررية والاجتماعية، والديمقراطية.

عائلات حي الشجاعية بفرعيه التركمان واجديدة شهد لهما الوطن بالوفاء، ورفعوا راية المقاومة، وتصدوا للاحتلال الاسرائيلي. حي التركمان، هذا الحي الذي يقع في الجهة الجنوبية من حي الشجاعية، ويفصله عن حي اجديدة الشارع الرئيس العام..وابرزها العائلات الفاضلة كعائلة حلس، وابو العطا، والمغني و،قدوم والسرساوي، وحسنين، والبطنيجي، وعابد، ومحيسن، وسكر، وابو هين، والعجلة، وشمالي، وجندية،.. وابو الكاس، ومشتهى، ودردساوي، وعياد، وعليوة، والعمراني، وحرازين، وحجاج، والغرابلي، والزق، والشيخ خليل، وسعد، والسرسك، وابو القمبز، وشلح، والانقر والنعيزي، ومهاني، ومناصرة، ودويمة، وفورة، وحرارة، واسليم، وابو الخير، وابو سرية ... الخ والعديد من العائلات الاخرى، لقد قدموا الشهداء، والمعتقلين والجرحى، وكانوا دائما فى الصفوف الاولى فى مقاومة الاحتلال، وفي انتفاضاته المتعاقبة، ومدافعون حقيقيون عن المشروع الوطني، ومنظمة التحرير الفلسطينية.

هذه العائلات ووجهائها شكلوا لجان الاصلاح الأولى في الوطن من رفح حتى بيت حانون، وكان لهم باعا طويلا في حل الاشكاليات والمنازعات بين المواطنين، في غياب القانون، وفي مراحل تعثره عن حل المشاكل بين العائلات، وكان لها قوة القانون والاحترام، واذا كانت العائلية والعشائرية ليست بديلا عن القانون، يبقى دعم وتأييد كل ما هو ايجابي وتقدمي في عملها، مهمة وطنية، ونبذ كل ما هو سلبي وخارج عن تقاليد شعبنا المجيدة.

ان السؤال الذى يطرحه كل مواطن فلسطيني، وخصوصا في غزة: ما الهدف من الاجراءات التعسفية، والوحشية، وزج الالاف من عناصر المليشيات المسلحة في اتون معركة مع الأهل، والعائلات في حي الشجاعية؟؟ وما الداعي لاستخدام الهاونات، والاربي جي، والسلاح الثقيل في دك بيوت ومنازل المواطنين من آل حلس وعائلات الشجاعية؟؟ لماذا التغول في الاجرام ليصل حد تصفية الجرحى والمصابين، ولماذا قطع التيار الكهربائى عن اكبر حي سكاني في قطاع غزة، وفرض الحصار ومنع التجوال، وتوقيف ومنع سيارات الاسعاف للوصول ونقل الجرحى الذين ينزفون؟؟ هل هي رسالة كما يزعم بعض الاسرائيليين بانهم قادرون على وقف المقاومة ضد الاحتلال، واخماد جذورة الشعب الكفاحية، وكتم أنفاسه، ومنع أي مواطن ليتنفس، او يرفع صوته ضد تصرفاتهم التي تتنافى مع التعاليم الدينية، والقيم الوطنية، وحرمة الجار والدار؟؟!! هل يريدون تحويل المواطنين الى خرسان، وطرشان، وعميان، ويتعاملون معهم كقطيع من الغنم؟؟ ما هو ثمن مقايضتهم على دماء شعبهم؟؟ هل هي رسالة للعائلات بهدف كسر ارادتها، وهيبتها، والاستهتار بدماء الناس، ومشاعرهم، ولتبقى السطوة للمليشيات المسلحة المقنعة بالاوهام، ولا يظهر ويبان سوى عيونها، وأسلحتها الفتاكة ألم يكن حل الاشكالية الصغيرة بروية وحكمة، والعودة الى الأصول بعيدا عن فرض الموقف بالقوة؟؟؟ أم أن مثالهم أفلام الرعب والفزع والجنس، وتجار المخدرات والمافيا فى امريكا، هل يظنون أنهم يستطيعون هزيمة هذه العائلات التي هي جزء من التركيبة الاجتماعية والعشائرية للمجتمع الفلسطيني، وانه لا يمكن لأي جهة مهما امتلكت من قوة السلاح والسطوة والعربدة، أن تنجح في التفكيك القسري لاواصر ومكونات المجتمع ، فقوانين المجتمع، ومكوناته لا يمكن تغييرها بشكل اعتباطي، وقسري!!! فقوانين الحركة والتطور ليست اعتباطية، او ذاتية، انها موضوعية خارج وعي الانسان ورغبته...!!!